عندما نسمع صفة الدلال يتبادر إلى الذهن الفتاة الدلوعة ضعيفة الشخصية التي لا تتحمل المسئولية ، كونها فتاة تعتمد علي من يلبي احتياجاتها وينفذ طلباتها ، فهي شخصية اتكالية من الدرجة الأولي ، وأن تكون الفتاة مدللة فهو شيء عادي ، نقابله في الحياة كثيراً ، رغم أن الإفراط في التدليل مفسدة ، فما بالنا حين تكون هذه الصفة الأنثوية علي رجل ، فماذا لو كان زوج المستقبل مدللاً .
ترى هل تقبلين الزواج من رجل مدلل ؟ ولماذا ؟ سؤال طرحه " لهنّ "على بعض الفتيات
المدلل ليس رجلاً ...
تقول سميرة عادل ـ مترجمة ـ طبعاً لا أقبل الزواج من مدلل ، لأنني أريد الزواج من رجل ، فأن تكون مدللاً معناها أنك لست رجلاً ، قد تكون أي مخلوق آخر إلا أن تكون رجلاً ، لأن الرجولة معناها الخشونة ، والقدرة علي مجابهة الحياة وتحمل تبعاتها ومسئولياتها ، ولا شك أن الرجل المدلل هو الرجل غير المسئول فهو بحكم تربيته ينشأ غير قادر علي اتخاذ القرارات أو تحمل المسئولية ، فهو يعيش كتابع دائماً يحتاج إلي من يختار له ويقرر بالنيابة عنه ، فهو لا يصلح زوج بالمرة ، إذا كنت سأتزوجه لأفكر بالنيابة عنه وأقرر له وأتحمل مسئوليته فلماذا الزواج إذن ؟ وقتها سيتحول الزواج إلي مأساة والزوج بدلاً من أن يصبح سند وحماية وعنصر أمان سيصبح عبء ثقيل جداً .
الدلال يعيب الرجل ...
أما شيرين مصطفي ـ مهندسة ديكور ـ توضح أن الدلال صفة إن زادت في المرأة عابتها ، فما بالنا بالرجل ، لا ينبغي أن يكون مدللا إطلاقاً ، لأنه هو الذي يفترض فيه تدليل زوجته وأبناءه ، فنحن نسمع ونشاهد عن قصص زوجات تشتكين من إرهاق الزوج لها لأنه " ابن ماما " الذي لا يرد له طلب مهما كان ، والذي اعتاد أن يأمر فقط فيطاع ، والذي لم يعتد على تحمل أي مسئولية أو المشاركة في أعباء الحياة المنزلية ولا مشاركة الآخرين في شيء ، صفة ذميمة برأيي تساهم كل أم في إكسابها ابنها بغير عمد من فرط المحبة ولا تعلم أنها تهدم بها سعادته في المستقبل ، لأن الزوجة يكون لها طاقة ومع الزوج المدلل تنفذ الطاقة سريعاً ، كما أن هذا الرجل نفسه معذور لأنه غالبا لا يتفهم سبب شكوى الزوجة منه وغالبا أيضاً لن يتمكن من تعديله بغير محاولات مستميتة من جانبها .
مدلل .. لكن بشروط ...
وتوافق أميرة محمود ـ محاسبة ـ على زواجها من رجل مدلل موضحة أن هذا الرجل يدلل أولاده ولا يرفض لهم طلب ويدلل زوجته أيضاً مثله ، فلماذا لا أقبل زوج يعرف معنى الدلع والدلال فالحياة معه ستكون جميلة ورائعة ، ولكن ليس كل امرأة تستطيع العيش والتوافق مع هذا النوع من الرجال ، لأنه يتطلب معاملة خاصة لأنه تعود على أن يكون ملك متوج وطلباته كلها مجابة وهذه الشخصية تكون أنانية بعض الشئ كل ما يهمه تنفيذ رغباته كما تعود ، ولذلك فهو يحتاج لامرأة من نوع خاص تدللـه ويكون هو محور حياتها ، وبمجرد معرفتها لكتالوج التعامل مع هذا الرجل استطاعت أن تتعايش وتكسب أب حنون يدلل أبنائها ويدللها .
وتؤكد أميرة أن الرجل المدلل إذا كان متعلق بأمه بطريقة مبالغ فيها أي " ابن أمه " فهنا ستكون المشكلة الكبيرة ، وفى هذا الوقت أرفض الزواج منه بشدة .
ولا توافقها الرأي مني عبدالله ـ سكرتيرة ـ موضحة أن الرجل المدلل شخصيته في أغلب الأوقات تكون ضعيفة جداً أن لم تكن ضائعة ، كما أنه يعتمد على من أمامه في كل شيء وأنا من الشخصيات التي تعتمد على غيرها في بعض الأمور فكيف لنا أن نتعايش ونتأقلم معاً على هذه الحياة ، واستشهدت مني بابن خالتها موضحة أنه من الشخصيات المدللة جداً لدرجة أنه لا يحضر لنفسه كوب ماء بل في بعض الأحيان يتصل بوالدته لكي تجلب له الماء إلى غرفته .
الرجل المدلل وسلبياته ...
وعن الرجل المدلل وسلبياته في الحياة تذكر الإعلامية أحلام التهامي أن هذا الرجل هو طفل الأمس الذي يعتبر على حسب الدراسات هو رقم واحد في العائلة أي أول الأولاد أو أخر العنقود أو الولد الوحيد على بنات هذا هو رجل الغد المدلل .
وتشير أحلام إلى أن الأسرة العربية أو غير العربية بطبيعتها تحب أن تدلل أولادها مهما كانوا على قدر من مستواهم المعيشي ، ولكن هناك بعض الأسر العربية التي مازالت تدلل الذكور أكثر من البنات موضحة أن هذا الدلال يكسب رجل الغد بالعديد من السلبيات وتؤثر على حياته الزوجية وعلى علاقته مع زوجته .
ومن هذه السلبيات أن هذا الشاب قد يكون متمرد وغير راضي عن حياته بأي شكل من الأشكال مهما كانت متاحة له كل سبل الراحة حتى عندما يتزوج فلا يرضي عن حال زوجته مهما كانت مطيعة له أو ملبية لكل طلباته فدائماً يبحث عن مشاكلها وسلبياتها التي يرضي بها نفسه فالحياة معه لا تسير على وتيرة جيدة لأنه تعود على الدلال وتعود على أن يأمر ويطاع دون أي نقاش .
وهذا الشاب أيضاً قد يكون شخص اعتمادي واتكالي أي يعتمد على والدته في كل شئ موضحة أن الأم هي السبب الأساسي في هدم شخصية هذا الذكر لأنها تمادت من البداية في دلاله ودمرت شخصيته نهائياً وجعلته اتكالي ولا يتحمل أي مسئولية ما يؤدي إلى الطلاق وهدم حياته الزوجية .
وتوضح أحلام أن هناك إحصائية في الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء بمصر أن حوالي 42 % من الطلاق يكون سببه الرجل المدلل الضعيف الشخصية و 25 % من حالات الطلاق سببها تدخل الأهل و 6 % منها تدخل الأهل من طرف الزوج و 3 % منها تدخل الأهل من طرف الزوجة ، وتأتي دولة الكويت بعد مصر مباشرة 79 % من حالات الطلاق هناك تكون بسبب العنف بين الزوج والزوجة وسوء المعاملة والسبب الثاني الرجل المدلل وهذه نسبة كبيرة جداً .
وحول علاج هذه المشكلة تذكر أحلام أن الأم عليها عامل كبير وأساسي في حل هذه المشكلة أي عندما يخطيء الطفل في الصغر يجب أن تكون الأم معه حادة وتنبهه وتصلح من هذا الخطأ ، أو عندما يتعدي على أخواته البنات يجب أن تعاقبه ولا تتيح له الفرصة أن يتحكم فيهن تحت شعار أنت الولد والرجل والسند فهذا الطفل فيما بعد سيكون رجل وستؤثر عليه هذه الأفكار وتفسد شخصيته خاصة عندما يتزوج فأي زوجة لا ترضيه ودائماً يبحث عن امرأة مثل أمه تدلـله وتلبي له كل طلباته ، ومن هنا تبدأ المشكلات تشتعل بينه وبين زوجته وبذلك يكون الرجل المدلل وباء وعالة على زوجته .
وبالنسبة للزوجة يجب أن تتفهم هذا الأمر ويجب أن تكون على دراية وفهم بالطرق التي تتعامل بها مع هذه الشخصية ، فلابد أن تكون الزوجة على وعي واستيعاب لهذه الحالة وتحاول تفهيم الرجل بهذا الأمر بأي شكل من الأشكال والأهم من ذلك أن هذه الزوجة إذا أحسنت معاملة أم الزوج سوف تسحب البساط من تحت أقدامها ، وستفوز بهذا الزوج المدلل .
لهـنّ
الإثنين يناير 25, 2010 2:00 pm
